لحظة مررت بها ، حانت مني التفاتة لها ، نظرت في عينها ، وجدت لؤلؤة تود أن تنحدر على وجهها ، ونظرة حب تتوسل أن أترفق بها ، نظرة عشق تتمنى أن ألحق بها ، ولكن هيهات...فقد ولت تلك اللحظة ، تلك اللحظة التي كنت لابد أن أحدثها فيها عما يعتمل في نفسي ، فاتت تلك اللحظة ، تلك اللحظة التي كان لابد لي فيها أن أريها ما في قلبي ، ولت وماتت ، وكم من اللحظات نضيعها .
تمنيت حين رأيت دموعها متحجرة في عينها ، أني لو كنت إنسانا بلا كرامة ، لو كنت أقوى على أن أطأ نفسي بقدمي وأتجاهل كرامتي ، لو كنت أستطيع أن أنساني وأحيا من فقط أجلها ، تبا لي ، ماذا فعلت بنفسي وبنفسها ، ولكنها أيضا مخطئة كبف ظنت أنها تستطيع أن تستعبد المشاعر؟ كيف توهمت أني من هؤلاء الذين يهوي بهم حبهم في ظلمات بحر الذل العميق؟ ألم تدري أني أحبها حب الفرسان؟ تبا لها ، لا بل تبا لي أنا .
ليتني كنت مثلها أستطيع أن أبكي ، أستطيع أن أذرف الدمع أنهارا ، أنا ما ذرفت إلا دمعة ، دمعة واحدة لم ترها عيني ولا عينها ، دمعة واحدة لم يعبأ أحد بها ، دمعة أكثر سخونة من كل قطرات الدم ، دمعة أرق من كل قطرات الندى ، دمعة أحدّ من أي نصل ، دمعة لا تعرف طريق العيون ، دمعة نزفها قلبي فزلزلت كياني ، دمعة قطرتها فمرت في كل وريد وشريان ٍ ، دمعة غمرتني ومزقتني ، ليتني كنت أعرف البكاء ، ولكن هذا هو بكاء الرجال ، هذا هو بكاء الفرسان