أسلاك
شوقي الجزائري
ماذا تريد ؟ .. الكل يهوس جائعا , ماذا تريد ؟
قد طوق الجوع الجميع وأنت تنظر , , يا بليد
ماذا تريد ؟ وعدت ُ أنبش في جيوبي من جديد
عن قطعة , لعبور أرصفة الجمارك والجنود
عن عظمة أرمي بها في رحلتي كلبا شريد
ماذا تريد ؟ .. أريد أن أبكي فتضحكني الحدود
وأريد أن أظما ! فتتفل ملأ حنجرتي الحدود
وأريد أن أهوي على رأسي !! فتلقفني الحدود
دعني لأحضن وحدتي, يا سيدي, حتى تعود
في ليلة أخرى , كأول ليلة ٍ, ولنستعيد
زمن الهوى,,, ولتملأ الشرفات من خصري ورود
يا سيدي , حمراء مثل لقائنا , لما تعود
الماء ينحت هادئـا , مجراه في الصخر العنيد
الزهر يطلع من نحيب الغيم فوق المرج , ِعيد
النسر يخزن جوعه , , حتى تخوفه الأسود
يا سيدي , النسر يشبع بالعظام وبالجلود
ودمي سيبلع منخريك وأنت ترغب في المزيد
أنا لا أريد سوى الحكايات القديمة , والوعود
وبذلك الصوت الذي ما زال يهتف من بعيد
من داخل الماضي . . . لأحلم مرة أني سعيد
وبأن طاولتي الصغيرة قرب موقدنا العتيد
شتوية كيديك , تعلق تحتها قطع الجليد
وتغور في كأس النبيذ, وأنت أصقع من جليد
أنا لا أريد سوى . . . لأحلم مرة أني سعيد
أبدا أفتش في الوجوه عن الجديد , ولا جديد
يا سيدي , , وعلى الجرائد والأثير ولا جديد
إلا شظايا الحلم من عينيك يحملـها البريـد
إلا خطوط الليـل تنشـرها يداك على الوجود
لا عظمة أرمي بها الكلب الشريد , ولا نقود
خبأت شمسك في دمي, بشرى, فأمطرت القيود
وبذرت من قمح انتمائك واحتي, فنمت حدود