|
(تُسائلُنـي مَـنْ أنـتَ) قُلْـتُ مُتَـيَّـمُيَمُـرُّ علـى الأطـلالِ فيـكِ وَيَحْـلُـمُ |
أنا طَيْفُ مَنْ أمسى بِغَيْـرِكِ لاجِئـاً أهيـمُ علـى وَجـهـي أحــارُ وَأنْــدَمُ |
فيا لَيْتَنـي مـا كُنْـتُ مِنْـكِ مُهاجِـراً يفـيءُ إلـى ظِـلِّ القريـبِ ويَـغْـرَمُ |
وَلَيْتَ طريقَ الشَّوْكِ كانتْ عَصِيَّـةً علـى الرِّجْـلِ لا تَخطـو ولا تَتَـقَـدَّمُ |
ويا ليْتَ أنّـي قـدْ قَضَيْـتُ مُجاهِـداً لَكانـتْ لِـيَ الحُسـنـى فــلا أتـألّـمُ |
أُعامَلُ كالمَجْذومِ في أرضِ يَعْـرُبٍ بِـقـتْــلٍ وإذلالٍ أُســــامُ وأُعْــــدَمُ |
فمنْ كانَ لي بالأمْسِ خِـلاً وَجَدْتُـهُ يُسـارِعَ فـي قتلـي ويُتْرِعُـهُ الــدَّمُ |
تَضِـنُّ عـلـى مَكْـثـي بِــلادٌ أَلِفْتُـهـا وأفْنَيْتُ فيها العُمْرَ أشْقى وَأُهْضَـمُ |
تُنـاطُ بِــيَ الدُّنـيـا وَأُمْـنَـعُ رأسَـهـا وإنْ كانِ عِلْمي في الصَّفـاةِ يُعَلِّـمُ |
بَنَـيْـتُ بُـيـوتـاً كالـقُـصـور لأهـلِـهـا ويا حَسْرَةً في القلْـبِ بَيْتِـيَ يُهْـدَمُ |
تضيـقُ بِـيَ الدُّنيـا بِرُغْـمِ اتِّساعِـهـا فَأُلْقى إلى الصَّحـراءِ حيْـثُ جَهَنَّـمُ |
أبيـتُ وأطفـالـي يُؤرِّقُـنـا الـطَّـوى فقدْ بادَتِ السَّلْوى ولم ْ تَبْقَ زَمْزَمُ |
ويَنْعَمُ بالخيْراتِ مَـنْ كـانَ صاحِبـاً لَهُ الحُظْـوَةُ الجُلّـى وشَـأنٌ مُكَـرَّمُ |
ومـا كنـتُ إلا ( أجنبيـاً ) بأرضِـهـمْورابِـطَـةُ القُـرْبـى تُـعَـقُّ وَتُفْـصَـمُ |
فجِئْتُ معي المِفتاحُ أثْقَـلَ كاهِلـي ولـكـنَّ قـفْـلَ الـبــابِ لا يَـتَــلاءَمُ |
ولمْ يبْقَ غيـرُ الغـرْبِ حِـلاّ ومنـزِلاً ويا غُرْبَتي في الغَـرْبِ كيـفَ أُكَلّـمُ |
أيا أرضَ أجـدادي وَمَطْمَـحَ عودَتـي أمـا آنَ أنْ أرتـاحَ فيـكِ وَأنْـعَـمُ ؟! |
أجابتْ وهلْ أضناكَ شَـوْقٌ لِواحتـي وجازفْـتَ والباغـونَ فِـيَّ تَحَكَّـمـوا |
أمـا رأيْــتَ اللـيْـلَ أطـبـقَ جُنْـحَـهُ علَـيَّ وغابـتْ عـنْ سَمائـيَ أنْـجُـمُ |
ألا انْظُـرْ بُيـوتَ اللهِ تـبـدو حزيـنـةً تطاوَلَ فيها الشَّـوْكُ والبـومُ جاثِـمُ |
مـآذِنُ تشكـو مِــنْ غِـيـابٍ لأهلِـهـا وكيـفَ علـى كُـلِّ البِقـاعِ تَقَسَّمـوا |
بِظُلْمٍ مِنَ الأعـداءِ كانـتْ مُصيبتـي وأظْلَـمُ مِـنْ هـذا بَنِـيَّ تَشَـرْذمـوا |
|