رَحَلَتْ سُعادُ بعلّتي ودوائي=رَحَلَتْ وَفِيْهَا بلْسَمِيْ وَشِفَائي
واللّهِ لَوْ عَلِمَـتْ سُعَـادُ بأننّـي=ما بَيْنَ مُحْتَضَرِي وبَيْـنَ فَنَائِـي
ضَرَبَتْ عَلَيَّ بِكُلِّ نَاحِيـة ٍ ثَـرَى=أَوْ شَقَّتِ الأسْتَارَ فِـي الدَهْمَـاءِ
رَحَلَتْ وَفِي الأحْشَاء ِ نارُ جَهَنَّمٍ=سُعِرَتْ مِنَ الأعْفَـاجِ والأمْعَـاءِ
لا تذكري ِ أسمـاً يغامـرُ مَوْتَـهُ=حّتَّـى تَمَيْـزَ النَّـارُ في الأحْشَـاءِ
فَلأجْلكِ يَبْكِي العَظِيـمُ ومَوْتُـهُ=قد أُلبس الأكفانَ في السِحْمـاءِ
أنْت ِ المَنَيِّةُ يا سُعَادُ وأنـت ِلـي=كَأسُ الحَياة ِ يَصَبُ مِنْ غَيْمَائِـي
َأفَبَعْدَ هَذا تَرْحَلِيـ و نَوَاظِـرِي=قَدْ أمْطَرَتْ سُحُباً مِن الرمْضَـاءِ
إِنْ جِئْتِنِي فَلأنْتِ خَيْـرُ حَبِيبـةٍ=أو ترحلي مالي وللنعمائي
واللّهِ أنْتِ الكَوْنُ فِـي أرْكَانِـهِ=أنْتِ سمائي وأنْتِ لي شمّائي
فلْتُمْطَرِي مِنْ سَقْفِكِ قَفْرَ الـذي=أثوابَهُ مُزِقَتْ على البيداء ِ
قَسَماً سأقْتُـلُ كُـلَّ غَانَيـة ٍ إِذَا=رحَلَتْ سُعُـادُ بأحرفي وهجائي
كَمْ شَاعراً جَنْدلَتُه ُ كَـي تَنْعَمِـي=وَلَكَمْ هتَكْـتُ مَعَاجِـمَ البُلَغَـاءِ
أوَ بَعْدَ هَذا يا سُعَـادُ سَتَرْحلـي=فَلْتَبْكِنِي أرْضِي وَتَبْكِي سَمَائِـي
جُبِلَ السَّرابُ على الرحيل ِ فَلَيْتَني=ريْحـاً تُعلقنـي بـه ِ أنْـوائي ِ
يا ليْتَها عَلِمَتْ بِما فِي القَلْبِ مِنْ=حُـبٍّ ينير بليْلَـةٍ ظلْمَـاءِ
حُبّاً يَسُـدُ الخَافِقَيْـنَ جَنَاحُـهُ=هَذا لهَـا مِنّـي لِيـوْم ِ فَنَائِـي