يانديمة البحر.. \ البحر.. لم يلفظ أنفاس ..
الموج في صدر ذلك المركب .. الصغير .. الذي
بالرغم من تهالكة .. مازال يحرث الأرض
.. بـــــ مجدافة الصغير البالي ... الذي ..
أصبح قطعة مبللة .. لن تنشف أبداً ..!!
.
.
.
.
.
نديمة البحــــــر
رمالٌ عذرية القسمات تحتضن الموج بكل عفوية وعذوبة و براءة الطفولة ,
بقايا مراكب خشبية منهارة من عناء الترحال تراكمت على بعضها خوفا
من أن تفتقد بقاياً مما بقي من البقايا ,
خرير ماءٍ ينساب في خجلٍ بين منعطفات موحشة لصخور
ذلك المرفأ المهجور إلا من نوارسه
التي بدأت بالرحيل لدنو مغيب شمس ذاك اليوم ....
أين تسافر بك هذه النظرات السرمدية الأصداء ؟
أين تريدين أن ترحلي ,
أمِن قشعريرة برودة واقعك إلى سموم خيالك ؟
يا تلك المرتادة للبحر
...
أرأيتي اصفرار الشمس وهي تقترب لتقبّل ثغر الأفق ؟
ما هو سوى انعكاسٌ لشحوب وجهك الظامئ إليه .
أرأيتي خيوطها تسابقها لتحتضن ذلك الأمد البعيد ؟
ما هي إلا ضفائر شعرك تنتثر بها الأماكن كل الأماكن نشوة لقاء.
كل نسماته تجتاحك خواطر قبل ذبول اللهفة التي تلثم
الموعد و تتراقص في أحضان الانتظار مع كل نغمات ثوانيه ..
كل همساته تناجيك متسللةً عبر نواعمك
المداعبة بفوضوية لموجاته المتهادية بحنانٍ ووفاء...
كم و كم حلقت حول طيفك نوارس مشاعري ,
بيضاء متناهية الصفاء , كأنها برفيفها من عالم الأساطير اللامعقول ,
كأنها نبض ساخن توهج بها محياك ذات مساء ...
لماذا البحر؟
ألم تتألم الورقة من غدر القلم الذي طالما استقبلته بكل نعومتها و أنوثتها ؟ ألم تتعلم؟
لماذا البحر ؟
أهو مبدأ القرب من الخطر للشعور بالأمان ؟
يا نديمة البحر ....
أبقي لي ما أبحث عنه ؟ أم أنا مجرد موجة في ذلك
البحر تحوم و تحوم و تحوم لترحل بعد ذلك حزينة ؟
كم بقي من النهار ليذوب الظل كله في جوف الليل ؟
الرمال الشاطئية ....بقايا المراكب ....النوارس ..ما بقي من أطراف الشمس !!
حتى أنتي ....
و بالرغم من ذلك ستبقين دائما كما أنتي ...
(( نديمة البحر.....))
فبراير 2008م
........