سَيِّدِي الغَيُورُ
دَاعِيُّ الشَّوْقُ
انْظُرْ مَعِيَ لِهَذِهِ
الصُّورَةِ التِّي تَمَّ التِقَاطُهَا
لأحَدِ الشَّبَابِ فِي بُرْجِ الفَيْصَلِيَّةِ
لِتُدْرِك بِأَنَّ
الوَّضْعَ حَقَّاً بَاتَ
مَأْسَاوِيَّاً وَ مُزْرِيّاً
وَ أَنَّ الصُورَةَ التِّي وَضَعْهَا
سِيادِتِكُمْ لَيْسَ سِوَى غَيْضٌ مِنْ فَيْضٍ مِنْ
رَجْعِيَّةِ العَقْلِيَّاتِ
الخَلِيجِيَّةِ المُسْتَهْلِكَةِ لِكُّلِّ
ثَقَافَةٍ رَخِيصَةٍ
وَ أَنَّهُا لَيْسَتْ سِوَى
وَعَاءً مَكْشُوفاً لِتَقَبُّلِ كلِّ مَرَارةٍ
سَيِّدِي
أَتَعْلَم أَيْنَ تَكْمُنُ
المُشْكِلَةُ الحَقِيقِّةُ ...!!!
أَنَّ هَذَا
الانْبِهَارُ اللافِتُ بِتِلْكَ
الثَّقافَةِ المُكَرِّسَةِ لكُلِّ أمْرٍ قَبِيحٍ
لَمْ يَعُدْ مُلْتَصِقاً فَقَطْ
بِفِئَةِ الشَّبَابِ وَ المُرَاهِقِين
بَلْ بَاتَ مُلْهِماً خَصْباً
للإعْلامِ وَ الصَّحَافَةِ
وَ مَادَةً دَسْمَةً
للِشُعَرَاءِ وَ المُثَقَّفِينِ
وَ وَسَائِلَ كَسْبٍ
للِتُجَّارِ وَ المُتَاجِرِّينِ
وَ حَدِيثَ
الأُسَرِ وَ المُجْتَمَعِ
حَتَّى بِتُّ أَجْزُمُ مَعَ كُلِّ تِلْكَ البَلْبَلَةِ أَّنَّ
قَضَايَانَا الأسَاسِيَّةَ قَدِ انْتَهَت
وَ
مَشَاكِلُنَا الحَقِيقِةَ قَدْ انْقَضَتْ وَ وَلَّت
وَ أَضْحَى جُلَّ مَا يَشْغَلُنَا هُوَ
عَدَسَاتُ لَمِيسٍ وَ
عِطْرُ مُهَنَّدِ
يَا سَيِّدِي
المُجْتَمَعُ يَهْوِي نَحْوَ
الحَضِيضِ
لَسْتُ
مُتَشَائِمَةٌ
وَ لَكِنَّنِي
مَنْطِقِيَّةٌ وَاقِعِيَّةٌ أُحَاوِلُ جَاهِدَةً
وَضْعَ النُّقَطِ عَلَى الحُرُوفِ
فَاخْتِلالُ
مِيزَانُ الأمَّةِ نَابِعٌ مِنْ التَّخَلِّي عَنْ
هَوِيَّتِهَا وَ ثَقَافَتِهَا
دَاعِيُّ الشَّوْقِ الفَاضِلِ
أَعْتَذِرْ وَ رَبِّي عَلَى
ثَرْثَرَتِّي وَ تَشْوِيهِي لِمُتَصَّفَّحِكَ باسْتِثْنَائِيَّةِ مُرُورِّي
وَ لَكِنْ
تِلْكَ الصُورَة أَجَجَّتْ فِي
قَلْبِي نَارَاً عَلَى
سَطْحِيَّةِ العُقُولِ التِّي تَتَمَتَّعُ بِهَا
مُجْتَمَعَاتِنَا
شُكْرَاً لَكَ
مُتَواتِرَةٌ
احْتِرَامِّي وَ عِمِيقُ وَقَارِّي