السفر المستحيل
1
***
رُدَّني خمسينَ عاماً
رُدَّني لوْ تســــتطيعْ
تِلْكَ أيّـــــامُ الرّبيــعْ
يومَ كُنَا مِثْلَ نحلاتٍ صغيرة
نّعْصِرُ الأزهارَ شَهْدا
أو فراشاتٍ جميــلة
تَحْسَبُ الأفواهَ وردا
يومَ سابقنا ظلال الغيم يعدو في السماء
في روابي الأقحوان البيضِ ..
نجري كالنسيم وقد سبقنا
و نَسَجنا من خيوطِ الشَّمْسِ أستاراً و مَهْدا
وسَهِرْنا الليْلَ فّجْرا واستزدنا
ما احتسبنا الأمرَ سُـهْدا
يومَ غنّينا الأماني لحْنَ نايٍ في المساءْ
وأطلَّ البدْرُ قنديلا منيراً في السماءْ
ورأينا النَّجْمَ قِطعانَ خِرافٍ
سـارِحاتٍ في الفضـاءْ
لَوْ لِذاكَ العَهْدِ في الدُّنيا سبيلٌ
أنْ يُـرَدّا....!!!!
رُدَّ لي شِعري كما قد كان ...للعُشّاقِ وِرْدا
رُدَّ أوراقي التي أشعلتُها شوْقاً وَ وجدا
رُدَّ أوتاري لِعودي...
تنْتَشي باللَّحنِ سَرْدا
رُدَّ فُرْشاتي لِلوحاتي تُوَشّي
وجْهَها حرّاً و بَرْدا
رُدّ َألواني التي جَفَّتْ وصارتْ
لنْ تُـرَدّا....
رُدَّ أحلامي التي كانت إذا قاربْتُها.....
تزْدادُ بُعْـدا ...!!!!
رُدَّها لو تســتطيعْ
رُدَّ لي زهـرَ الرَّبيعْ
أشتري لو قُلْتَ لي
أينَ ألْقـى مَنْ يبيعْ
****
شـعر
أبو رائد